الجمعة، 10 أغسطس 2012

مبــــــــــــــــارك & نظــــــــــــــــــــام الكـا مــا ريــلا


مبارك ونظام الكاماريلا
هناك تشابه كبير بين نظام مبارك ونظام الكاماريلا يصل لدرجة التطابق
حيث يعتمد نظام الكاماريلا علي شخص الزعيم أو الرئيس الكاماريلا  الذي يمثل الرابط الأساس في هذا النظام يهيمن فيه الكاماريلا علي كافة مقاليد الحكم ويربطها بشخصه ارتباطا جوهريا فلا يمكن أن تنفصل عنه فهو الذي يضع السياسات ويحدد أساليب تنفيذها  ومنه واليه ترجع كل مقومات الأمور وينطلق في تنفيذ سياساته بلا ضابط أو رادع فتسقط معه كل القواعد والنظم والقوانين والأعراف والتقاليد والضوابط والقيم والأخلاق السائدة في المجتمع بل يسقط الدستور فيصبح هو المرجع والدستور والعرف والقيم والتقاليد والأخلاق والقانون من خلال توجيهاته وإرشاداته وأوامره
ويعتمد الكاماريلا الرئيس علي آليات يخلقها بنفسه تشمل مايعرف بالكاماريلات الفرعية التي تتشكل وتتكون من آليات الفساد التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالكاماريلا الرئيس ويأتي تشكيلها من ساسة وقانونيين وحقوقيين ومثقفين وإعلاميين وفنانين  ورياضيين ورجالات دين ذات تأثير ملموس في صنع الرأي العام وتوجيهه نحو تنفيذ سياسة ما
 كذلك يتعمد الكاماريلا الرئيس علي أجهزة أمن رسمية غاشمة تنفذ ما يراه الكاماريلا الرئيس خطرا علي وجوده وأجهزة أمن شبه رسمية (البلطجية) تشرف عليها وتوجهها الأجهزة الأمنية الرسمية وتحرص دائما على بقائها تحت السيطرة عن طريق تحجيمها باستمرار ومنعها من التحول لمافيا منظمة قد تمثل خطرا علي نظام الكاماريلا مستقبلا عن طريق قطع خطوط التواصل فيما بينها بخلق صراعات دائمة فيما بينها بالتقريب والترغيب والترهيب والإطاحة ببعضها (تكسير العظم) وهذه الأجهزة الأمنية الشبه رسمية يوكل لها تنفيذ أدوار وأعمال يحرص الكاماريلا الرئيس علي عدم إلصاقها بذاته بشكل سافر وفي ذات الوقت هو المستفيد منها بشكل مباشر
إضافة لذلك يحرص الكاماريلا الرئيس علي تكوين بيروقراطية في الجهاز الإداري ترتبط به وتنفذ سياساته بحرفية وتمنع وصول أي قيادة واعية معارضة وطنية من الظهور والتواصل وتسحقها أو تحجمها وتعزلها
وهذه الكاماريلا الفرعية في الجهاز الإداري تكون الأخطر والأصعب ويستغرق تفكيكها وقتا لانتشارها في كافة قطاعات النظام وحرصها بشكل دائم وممنهج علي جذب عناصر وضخ دماء جديدة في صفوفها ولكن القضاء عليها ممكنا وليس مستحيلا لأنها تتواجد في مواقع القيادة في الجهاز الإداري بالنظام الهرمي بالإضافة لخوضها معاركها الأخيرة بالتشويه تارة والتسبيط تارة والدفاع عن النظام المرتبطة به تارة أخرى وتستعمل شعارات الاستقرار -المصلحة العليا- الولاء- الاعتراف بالجميل- رد الجميل .
إن كل هذه الآليات ترى في بقاء الكاماريلا الرئيس بقاءاً لها وانهياره انهياراً لها ولهذا تدافع عنه في استماتة وترتكب أعمال التخريب وتنسبها للتغيير وتنظم مظاهرات فئوية وتمارس البلطجة وتهدد الأمن ولا تترك فرصة إلا وتخرج منادية بالعودة للسابق خوفا من عواصف التغيير والمحاسبة لقناعتها بأن يد المحاسبة ستطالها إذا ما انهار الكاماريلا الرئيس
ويأتي الدور الأهم لقادة التغيير بعدم السماح لتحويل وجهتهم وصرف نظرهم عن الهدف وهو دق رأس النظام الكاماريلا الرئيس لأن النيل منه كفيل بالقضاء على قوة نظام الكاماريلا بنسبة تصل إلي 90% وقتها سينفرط العقد وتتبعثر حباته وتهرول جرذانه للاختباء في الجحور وقتها يسهل قنصها بسهولة  
هذا نظام "الكاماريلا" كما عرفه اثنان من  أشهر علماء النظم السياسية المعاصرة "جابرييل ألموند" و"جي بنجهام باول" في كتابهما المرجعي "السياسات المقارنة في وقتنا الحاضر"
حسين حسني المصري  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق