الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

مظاهرات 24 أغسطس ( الداعوان لها - المشاركون بها )

مظاهرات 24 أغسطس فى مصر 

كتبه : حسين حسنى المصرى 

مقدمة : 

ينتظر العالم يوم 24 أغسطس بشغف كبير لمعرفة ماستسفر عنه تلك الدعوات للتظاهر بمصر ضد حكم الرئيس المصرى المنتخب - دكتور مهندس محمد مرسى - رئيس جمهورية مصر العربية 

ولكون مصر هى قلب العالم العربى والشرق الاوسط تأتى الدعوة لتلك التظاهرات لتدع مصر فى قلب المشهد السياسى العالمى وفى محاولة لاستضاح الأمر سنقوم بعرض ملابسات المشهد السياسى المصرى عن قرب 

أولا : الدعوات :- 

انطلقت الدعوات فى مصر للتظاهر يوم 24 أغسطس على استحياء من عناصر معروفة بالعمالة لجهاز أمن الدولة سابقا ( الامن الوطنى حاليا وتحيدا طلاب من معهد السياحة والفنادق بمدينة السادس من اكتوبر بالقاهرة تربطهم علاقة وثيقة برموز الحزب الوطنى المنحل وآلته الاعلامية المتمثلة بكوادر أمانات الشباب به تلك الكوادر التى كانت تعمل بالصحافة الحزبية - جريدة الوطنى و مايو سابقا - والتى انتقلت فور حل الحزب وإلغاء جريدته الناطقة باسمه للعمل بالمؤسسات الصحفية الحكومية - الاخبار والجمهورية - منتصف عام 2011  (حكومة عصام شرف) قبل ان تصدر حركة تغيير قيادات الصحافة الحكومية قبل الأخيرة وهؤلاء من كوادر الصف الثالث بالحزب الوطنى المنحل 

التقم تلك الدعوات بعد عملية جس نبض سريعة رموز الاعلام المرئى المعارض وبدأ الترويج للفكرة بكثافة وانتشرت اللجان الالكترونية على وسائل التواصل الاجتماعى - الفيس بوك \ تويتر - للنشر بكثافة والترويج أكثر وأكثر مستغلين حادثى دهشور ورفح وقبلهما أزمة الطاقة الكهربائية قبل ان تحل مؤخرا للتأكيد على فشل الرئيس المنتخب فى إدارة البلاد قبل أن تتشكل حكومته  قابلت تلك الدعوات عملية استجابة ممن لديهم هوى تلاقى معها لتشكل المحور الثانى وهم المشاركون بها 

المشاركون :- 

يمثل تيار الفلول النصيب الاكبر من المشاركين بها حيث تتلاقى المصالح معا كل حسب نظرته لطبيعة تلك المصلحة وهؤلاء هم - المستفيدون من النظام السابق - الخائفون من وصول يد المحاسبة إليهم بعد التغيرات التى طالت وزارة العدل ومنصب نائب الرئيس - المحتمون ببقاء رموز النظام السابق من العسكريين فى الميدان او فرع المعلومات والاستخبارات وهؤلاء طالتهم رياح التغيير أيضا بتدخل القدر مرة - وفاة اللواء/ عمر سليمان - أو بالاطاحة - مراد موافى والمجلس العسكرى - 

يأتى أنصار الساسة الخاسرون فى سباق الرئاسة ليمثلوا بقية الدائرة المشاركة فى تظاهرات 24 أغسطس - أنصار شفيق وعمرو موسى وحسام خير الله وأنصار المرشح المستبعد ( عمر سليمان ) ثم أنصار حمدين صباحى وابو العز الحريرى والبسطويسى وخالد على - اليسار المصرى - والذى يضم فى تكوينه - الشيوعيون والاشتراكيون والوحدويون والناصريون القوميون - وهؤلاء جميعا التقت وتلاقت أهواءهم مع فكرة الخروج والمشاركة لعلهم يستعيدون كثيرا مما فقدوه فى ساحات السياسة والهوية والمصلحة الشخصية - يكفى التأمل فى عملية احصائية بسيطة لنوعية وانتماء المشاركون او بمعنى أدق المعلنون عن المشاركة والمؤيدون لها عبر وسائل التواصل الاجتماعى ( الفيسبوك \ تويتر) لنتأكد أنها لن تتجاوز تلك العناصر المشار إليها فى صفحاتهم وجروباتهم لنجد اللغة واحدة التعليقات واحدة الاتهامات واحدة والتى لاتتعدى ( الهيمنة الاخوانية \ السيطرة \ الاستحواذ\ العداء التقليدى بين الناصريين والاخوان ) وهى بعيدة كل البعد عن حقيقة الوضع الحالى الداخلى المصرى والذى ينطوى بداخله على حقيقة واحدة ( أن كافة طلبات وأهدافالثورة والثوار فى سبيلها للتحقيق فى مستواها الاعلى والمتمثل فى القضاء على رموز النظام السابق فى كافة مرافق الدولة الكبرى واستكمال عملية التطهير لتطال عناصره الصغرى فى مختلف المواقع ) مما يعنى بالضرورة أن الأمر لو استمر فى ظل وجود الرئيس الحالى المنتخب أن كافة الاوراق السياسية التى يتخذها رموز اللاطراف المشاركة فى سبيلها للسقوط ليصبح الحديث عن الشعارات التى يرددونها بدون مضمون وهذا بلا شك موت بالضربة القاضية السياسية لهم 

موقف شباب الثورة :- 

بعد حل ائتلاف شباب الثورة لم يعد للكيانات الثورية أى وجود رسمى وهذا واقع ملموس والرهان الاكبر هو - متى ينقلب شباب الثورة ؟ - والمتأمل لموقف شباب الثورة بعد حل ائتلافهم يجد أن (كومبارسات الاعلام ) الذين لم يمثلوا شباب الثورة يوما قفز كل منهم على كيان سياسى ناشئ ليتحلوا موقعا فى الصدارة يتيح لهم استمرار مواصلة لعب الدور ( الكومبارس البطل) وعند تدقيق النظر نجد أن شباب الثورة الحقيقى المتواصل مع بعضه شكل موقفا مناصرا وداعما لمؤسسة الرئاسة بشروطه هو ( الثورة مستمرة , تحقيق أهداف الثورة ) نجده رافضا المشاركة منكرا لها داعما لمؤسسة الرئاسة مترقبا ما ستسفر عنه تأسسيسية الدستور وكيف سيكون شكل الدولة مستقبلا ومدى ملائمته لتطلعات الشباب ومدى استجابته لتحقيق اهداف الثورة فى صورة نصوص دستورية    

هذا الموقف من شباب الثورة ليس مثيرا للدهشة وغير مفاجئ لمن يتابع عن قرب فهو شباب وضع مصلحة وطنة فوق انتمائه السياسى و وضع مصلحة الثورة فوق مصلحة تياره السياسى  و وضع تحقيق أهداف الثورة فوق القبول بشخص من يحققها طالما أنه من صفوف الثورة التى شاركته أيام المعاناة فى الشارع والميدان تصريحات القيادات والمرجعيات الفكرية السياسية لاتعنيه بقدر ما يعنيه العمل ومشاركة المعاناة 

السؤال الأهم : -

(هل سيسمح شباب الثورة بسقوط النظام ؟ ؟؟؟ ) 

الاجابة : إن شباب الثورة يعى ويدرك تماما أن هذا لن يكون ولن يحدث ولن يسمح بحدوثه لأن البديل هو حرب أهلية بمعناها الحقيقى بين المدنيين 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق