الخميس، 17 ديسمبر 2015

التحالف الاسلامى لمكافحة الارهاب ؟!

أصدرت 35 دولة، مساء الاثنين14 ديسمبر 2015 من العاصمة السعودية الرياض، بياناً مشتركاً أعلنت فيه تشكيل “تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب”، بقيادة السعودية.

وقررت الدول الموقعة على البيان، تأسيس مركز عمليات مشتركة مقره الرياض، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب.

الدول المشاركة في التحالف هي: السعودية، الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، فلسطين، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن، أوغندا.

ويرى البعض - المشكوك فى مصدقيتهم لانتمائتهم الطائفية - السبب الحقيقي لهذا الحلف هو منع دول معينة من احتكار محاربة الإرهاب، وتوجيه العمل العسكري لخدمة أهدافها كما يحصل في العمليات العسكرية الروسية في سوريا”، معتبراً أن “الإعلان عن التحالف يعني اقتراب العمل العسكري على الأرض في سوريا، والتحضير لإيجاد غطاء سياسي ودولي”

ولكن المثير للسخرية ان هذا التحالف الذى اعلن عنه فجأة قد تفاجأت بعض الدول التى سميت فيه ضمن الدول المشاركة فى التحالف عن طريق وسائل الاعلام تمام كما هو الحال بالنسبة لبقية سكان الكواكب ومنها 

 لبنان التى علقت على الاعلان السعودى ( من قال ان لبنان دولة اسلامية ) وباكستان التى ارسلت لسفيرها تستفسر عن ( مضمون هذا الاعلان)مصر التى تلقت عرضا سخيا و وعود تذكرنا بوعود السعودية فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى الذى لم ينفذ منه شيئا من خلال زيارة الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 قام بها ولى ولى العهد السعودى ووزير الدفاع لمصر فى اليوم التالى للاعلان اما عن بقية الدول المشاركة ومنها تركيا فقد اعلنت رسميا انها لن تشارك فيه بارسال قوات عسكرية مما يلقى بظلال مثارا للسخرية والاستهزاء حول هذا الاعلان مثلما علقت عليه  صحيفة (دي تسايت الاسبوعيةالألمانية )التي نشرت مقالا في الخامس عشرمن الشهر الحالي بعنوان تحالف علاقات عامة ضد الإرهاب و ذكرت بما تعهدت به السعودية من دفع المليارات لدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في شهر آذار الماضي و تم تجميد كل المشروع بناء على طلب السعودية. كما اكدت الصحيفة بان الملك السعودي سلمان و ابنه محمد يسعيان لقيادة العالم العربي باستراتيجيتهما الجديدة التي تعتمد على التدخل العسكري.

فى نفس الصدد المتابع للتصريحات الدولية حول السعودية ودورها ف نشر الفكر الوهابى المنبع الاول للارهاب والتطرف الرديكالى الاسلامى يستطيع ان يفهم لماذا بادرت السعودية لهذا الاعلان فمثلا علق 

(الرئيس الأمريكي أوباما ) مؤكدا بأن الخطر الأكبر في الشرق الأوسط لا يأتي من ايران بل يأتي من السعودية و شبابها الذي يلتحق للقتال بجانب تنظيم “الدولة الإسلامية”.

كذلك  اتهم نائبه (جو بايدن )الأفكار الوهابية التي ينشرها النظام السعودي بدعم الارهاب.

و في الشهر الماضي طالب رئيس حزب الخضر في المانيا بإنهاء العلاقات التجارية بين المانيا و السعودية، حيث يعتبر السعودية منبعا للأزمات في الشرق الأوسط. 

ونائب المستشارة الألمانية و زعيم الحزب الاشتراكي الاجتماعي الألماني (سيجمارجابرئيل )فقد اعترف بضرورة التعامل مع السعودية من اجل حل مشاكل الشرق الأوسط الا انه اتهم السعودية بتصدير المتطرفين الإسلاميين و اكد على ضرورة التوضيح للسعوديين بان وقت غض النظر قد ولى.

 وحذرت المخابرات الألمانية في الثاني من الشهر الحالي من خطورة الدور الذي يلعبه النظام السعودي الحالي في نشر الفوضى و عدم الاستقرار في العالم العربي.

 كماتؤكد استطلاعات الراي في المجتمعات الغربية على رفض الشعوب الغربية للدور السعودي في التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط. كما تقاوم الشعوب الغربية جميع الأفكار الظلامية المتخلفة التي تنبع من السعودية.

كل ذلك يلقى بظلاله على الدور الذى اتقنت المملكة القيام به منذ نشأتها ويفسره ما اوضحته الوثائق البريطانية المخابراتية المفرج عنها والتى تناولها كتاب ( التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الاصوليين)إن المملكة تحاول من خلال هذا الاعلان ان تنفى عن نفسها صلتها بالارهاب التكفيرى والحركات الارهابية التكفيرية التى تعتنق الفكر الوهابى الذى تنتهجه المملكة وعملت على نشره ومازالت ليشكل معتنقوه سلاحا تحت الطلب وصنيع المملكة الاخير الذى يمثل اعلانا من جانب واحد هو بالاساس يعتمد على قدرتها على جلب هذا السلاح الذى مولته لعقود طويلة وانفقت على تدريبه وتثقيفه بالفكر الوهابى الكثير ليكون سلاحا تحت الطلب تلوح به أمام المجتمعات والنظم السياسية التى ضجت من ممارسات المملكة بعدما استفادت منها فى الماضى مثلما حدث فى اندونيسيا والباكستان وماليزيا ومصر والاردن والسودان والصومال وافغانستان  وسوريا والعراق مؤخرا وهى مازالت تدرك ان لها دورا او بقية دور تلعبه ف ترسيخ (سايكس \بيكو)القرن الحالى لتقسيم العراق وسوريا الى ثلاثة كيانات ( سنية وشيعية وكردية)  لتغرق المنطقة فى بحر التقسيمات الطائفية والمذهبية والتى ستمتد عقودا قبل ان تعرف المنطقة شكلا للاستقرار حتى النظم الديكتاتورية القائمة لن تكون بمنأى عن ذلك بفعل الضغوطات الخارجية التى ستمارس عليها وستجد نفسها مرغمة على التسليم بما كانت ترى نفسها بمنأى عنه والسودان خير مثال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق